سامي عبد الرؤوف (دبي)

قررت هيئة الصحة بدبي، أمس، إيقاف العمليات الجراحية في مركز فيرست ميد الطبي للجراحات اليومية، لحين صدور النتائج النهائية للتحقيق في واقعة الإهمال التي تعرضت لها الشابة الإماراتية، ودخلت على أثرها في حالة غيبوبة.
كما أوقفت الهيئة الطبيبين المسؤولين عن الإهمال الطبي عن العمل، وهما اختصاصي جراحة الأنف والأذن والحنجرة (ص. ح)، وطبيب التخدير والمدير الطبي للمركز (س. د)، وهما من جنسية عربية.
وأكدت الهيئة، اتخاذ إجراءات قانونية رادعة في حق كل من يتسبب في تعريض صحة المرضى وحياتهم للخطر، مشيرة إلى أنه لا تزال التحقيقات سارية من قبل لجان طبية وفنية متعددة التخصصات مع كافة الأطراف المعنية بهذه الحالة.

تحقيقات وإجراءات
وأشار الدكتور مروان الملا، المدير التنفيذي لقطاع التنظيم الصحي في هيئة الصحة بدبي، إلى أن الهيئة اتخذت جميع الإجراءات الإدارية والقانونية، فور علمها بالواقعة، كما باشرت تحقيقاتها وفق النظم المعمول بها، وقد خلصت إلى وجود إهمال طبي تعرضت له الشابة الإماراتية.
وكانت الشابة المواطنة دخلت إلى المركز لإجراء جراحة بسيطة في الأنف، حيث كانت تعاني من مشكلة صحية استدعت تصويب الحاجز الأنفي لها، غير أن يد الإهمال امتدت إليها خلال خضوعها للعملية، ما أثر على حالتها التي تدهورت بشكل سريع، فيما وقف المركز عاجزاً عن التدخل، الأمر الذي أدى إلى دخولها في الغيبوبة.
وقالت إحدى قريبات المريضة: إن هيئة الصحة في دبي، استمعت أمس إلى أقوال أهل المريضة منذ الاتفاق مع الجراح، وحتى دخول ابنتهم في غيبوبة، منذ نحو 16 يوما.
وكشفت أن الجهات المختصة اتخذت الإجراءات اللازمة لمنع الجراح وطبيب التخدير من السفر لحين الانتهاء من التحقيقات والوقوف على حقيقة ما جرى، مشيرة إلى أن أهل المريضة، قاموا بفتح بلاغ في أحد مراكز الشرطة بدبي، وقاموا بإبلاغ هيئة الصحة بوقوع خطأ طبي لابنتهم.
وأشارت إلى أن مسألة تحويل الأمر إلى قضية ضد المركز الطبي والطاقم الذي أجرى العملية، ستتضح خلال الأيام القليلة المقبلة، لافتة إلى أن المريضة وأهلها تعرضوا لـ « نوع من التضليل» من قبل الجراح، حيث استقبلهم قبل إجراء العملية في مكان راق بأحد مناطق دبي، بينما أجريت العملية في مكان آخر، وهو عبارة عن عيادة متواضعة الإمكانات الطبية.
وأفادت قريبة المريضة، أن الشابة المواطنة البالغة من العمر 24 عاما، تعاني في الوقت الحالي، من تلف بالمخ وغيبوبة منذ 16 يوما، وعدم الحركة لجميع أجزاء الجسم ما عدا العينين اللتين بدأتا في الحركة من يومين فقط.
وأشارت إلى أن المريضة تتلقى الرعاية الصحية حاليا بأحد مستشفيات أبوظبي، وتُبذل جهودا كبيرة من الفريق الطبي لإنقاذها وتقليل الأضرار الصحية الناجمة عن العملية.

مضاعفات وأضرار
وكانت المواطنة الإماراتية الشابة ( 24 عاماً ) دخلت في غيبوبة وذلك إثر تعرضها لمضاعفات خطيرة أثناء إجراء عملية جراحية بسيطة لتقويم اعوجاج الحاجز الأنفي في مركز فيرست ميد للجراحات اليومية.
وتعرضت المريضة أثناء العملية الجراحية إلى هبوط حاد بالدورة الدموية وضغط الدم وانقطاع الأوكسجين عن المخ نتج عنه توقف القلب لعدة دقائق، ومن ثم دخولها في غيبوبة.
وأكد الدكتور مروان الملا، المدير التنفيذي لقطاع التنظيم الصحي بهيئة الصحة بدبي، أن الهيئة فور علمها بالواقعة قامت بإجراءاتها في تشكيل لجنة طبية عاجلة للتحقيق في الحالة والوصول إلى الأسباب الإكلينيكية المؤدية لهذا الوضع للمريضة الشابة.

نتائج أولية
وقال الملا: تبين من المراجعة الأولية للملف الطبي والتاريخ المرضي للمريضة عدم معاناتها من أي أمراض قلبية أو وعائية أو جهازية مزمنة قبل الخضوع للجراحة، وقد تبين وجود إهمال طبي في إدارة الحالة من قبل الطبيب المعالج وكذلك اختصاصي التخدير أدى إلى تعريض حياة المريضة للخطر، لافتا إلى عدم اتخاذ الإجراءات الطبية الصحيحة الخاصة بالتدخل الجراحي كالفحوصات الطبية قبل إجراء الجراحة بفترة مناسبة وعدم توثيق حالة المريضة الإكلينيكية بشكل دقيق ومتتابع من قبل طبيب التخدير في سجل التخدير خلال العملية الجراحية في ملف المريضة.
ونوه الملا، إلى أنه تبين عدم اكتمال تفاصيل ملف المريضة من ناحية توثيق العلامات الحيوية للمريضة وذلك أثناء هبوط الأوكسجين في الدم وتوقف القلب عن العمل.
كما لم يقم طبيب التخدير بتسجيل وكتابة العلامات الحيوية قبل إعطاء أدوية التخدير مما سبب إرباكا في التعامل مع الحالة.
وأكد الدكتور الملا حرص الهيئة على تأمين سلامة المرضى وذلك من خلال تطبيق الممارسات الصحية الآمنة على كافة المستويات في مجال الرعاية الصحية وعدم التهاون أو التساهل مع أي إجراء طبي أو إهمال مهني يعرض حياة المرضى للخطر.
وشدد الملا، على أن الهيئة لن تألو جهدا في اتخاذ إجراءات رادعة لمن يتهاون في الالتزام باللوائح والقوانين الصحية التي تكفل أفضل تطبيق للممارسات الآمنة والفاعلة في مجال الرعاية الصحية.